في ظاهرة تُعَدُّ الأكثر تصاعدًا، شهد العام الماضي زيادة هائلة في هجمات برامج الفدية حول العالم، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. خلال فترة يونيو 2022 إلى يونيو 2023، تزايدت تلك الهجمات بشكل كبير في مختلف مناطق العالم، مع تركيز أكبر في الولايات المتحدة والهند.
خلال تلك الفترة، تكبَّدت الولايات المتحدة أكبر نصيب من تلك الهجمات، حيث بلغت نسبة 43٪ من إجمالي 1900 هجوم تم الإبلاغ عنها. وشهدت الهجمات زيادة قدرها 75٪ مقارنةً بالعام السابق. لكنها ليست وحدها، حيث شهدت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة زيادة أيضًا في هجمات الفدية، على الرغم من كونها بوتيرة أقل.
في الولايات المتحدة بشكل خاص، تسبب هجوم إلكتروني في تعطيل أنظمة الكمبيوتر بمستشفيات متعددة، مما أدى إلى إغلاق غرف الطوارئ في العديد من الولايات. ولاحظنا اتساع نطاق الهجمات الإلكترونية والتسلل إلى البيانات في مؤسسات مختلفة حول العالم، من جامعات ومدارس إلى مستشفيات وحكومات ووكالات.
في يونيو، استهدف قراصنة روس شركات خاصة ووكالات حكومية في الولايات المتحدة، معلنين عن دفعات تجاوزت 450 مليون دولار من مدفوعات برامج الفدية خلال النصف الأول من عام 2023. وقد أثر التهديد المتنامي للهجمات برامج الفدية أيضًا على فرنسا وألمانيا.
تجاوزت ألمانيا هذا العام أصفر في قائمة الدول الأكثر استهدافًا على مستوى العالم، وأيضًا للدول غير الناطقة باللغة الإنجليزية. من ناحية أخرى، تعرضت فرنسا لهجمات كبيرة على بنيتها الحكومية، حيث شملت حوالي 9٪ من الهجمات الإلكترونية. وسُجلت في الهند 63 حادثة من الهجمات المبلغ عنها خلال العام الماضي.
يُشَير تقريرٌ إلى تصاعد “خطير” في هجمات برامج الفدية العالمية خلال العام الماضي، حيث حُدِّدت 48 مجموعة مميزة تستهدف الشركات والكيانات والأفراد. ومع استمرار التطورات، تتضرر مؤسسات متنوعة، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم.
من المهم ملاحظة تغييرٍ في استراتيجيات هذه الهجمات، حيث تبنت بعض المجموعات تكتيك استغلال ثغرات يوم الصفر لزيادة شدة هجماتها، وهذا قد يؤدي إلى تزايد أعداد الضحايا. تشبه هذه الاتجاهات سيناريو “الابتزاز المزدوج” الذي ظهر في عام 2019.