أصبح بالإمكان للنساء في برلين السباحة عاريات الصدر في حمامات السباحة العامة بالمدينة في حال رغبن بذلك، أسوة بالرجال.
وتمت الإشادة بهذا القرار كخطوة إلى الأمام في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين بالعاصمة الألمانية.
كما يُعتبر هذا الإجراء الذي طُرِح هذا الأسبوع، من علامات حب ألمانيا لـ”ثقافة الجسد العاري”، أو “Freikoerperkultur”، التي تعود جذورها إلى أواخر القرن الـ19.
واتخذت سلطات برلين الإجراءات بعد إشارة سَبّاحة إلى أنها مُنعت من دخول إحدى حمامات السباحة في المدينة من دون تغطية صدرها في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وتقدّمت المرأة بشكوى إلى وزارة العدل، والتنوّع، ومناهضة التمييز لدى مجلس الشيوخ بالمدينة.
واتفقت السلطات على أن المرأة كانت ضحية للتمييز، وأكّدت هذا الأسبوع السماح لجميع زوار حمامات السباحة في برلين، ضمنًا النساء، ومن يعتبرون أنفسهم غير ثنائيي الجنس، بأن يكونوا عراة الصدر.
ويأتي القرار في أعقاب حادثة مماثلة وقعت بحديقة مائية في برلين خلال صيف عام 2021.
وطالبت الفرنسية، غابرييل ليبريتون، بتعويضٍ مالي من المدينة بعدما أمرها حراس الأمن بمغادرة المبنى عندما رفضت تغطية صدرها.
وأكّدت حكومة ولاية برلين هذه الخطوة في بيان صحفي الخميس.
وجاء في البيان: “نتيجةً لشكوى ناجحة ضد التمييز، ستطبق مؤسسات السباحة في برلين بالمستقبل قواعدها.. بطريقة منصفة بين الجنسين”.
ورحّبت إيدا المقيمة في برلين، التي طلبت عدم ذكر اسمها الأخير، بتخفيف القيود، لكنها تساءلت عمّا سيحققه الأمر حقًا عندما يأتي الأمر للمساواة بين الجنسين.
وأوضحت إيدا لـCNN: “إذا شعرت النساء بالراحة مع أجسادهنّ، ونظرات الغرباء الذين يحدّقون بهنّ بعض الأحيان، فهن لن يواجهن مشكلة بالكشف عن أجسادهن في أي حال”.
لكنّها شككت في مدى انتشار استغلال النساء للقاعدة الجديدة.
وهذه الخطوة ليست غير مسبوقة بالنسبة لألمانيا، إذ أصبحت غوتينغن أول مدينة في البلاد تسمح للنساء بالسباحة عاريات الصدر داخل حمامات السباحة العامة الصيف الماضي.
“طريقة أخرى للوجود”
وتُجسّد هذه الخطوة حب ألمانيا لـ”ثقافة الجسد العاري”، التي تعود أصولها إلى الإمبراطورية الألمانية. تركز هذه الثقافة على العري الجماعي في الهواء الطلق وفوائده الصحية أثناء ممارسة الرياضة والتواجد في الطبيعة، بدلاً من إرتباطها بالجوانب الجنسية للجسد العاري.
قام أستاذ علم النفس الاجتماعي في كلية “غولدسميث” بجامعة لندن، كيون ويست، بإجراء دراسة حول آراء الناس تجاه العري في مختلف البلدان في أوروبا وغيرها. وقال ويست لـCNN: “من المعروف أن الألمان أكثر استرخاءً بشأن العري مقارنة بالبريطانيين والأمريكيين”.
وأضاف: “التناقض الرئيسي في آراء الأشخاص تجاه العري في ألمانيا مقارنة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة هو أن الأشخاص العراة في ألمانيا لا يفصلون عن الآخرين. بدلاً من ذلك، يتم قبول العري ببساطة كوجود آخر”.
لا تزال هذه الحركة شائعة في ألمانيا الحديثة، حيث يوجد حاليًا حوالي 600 ألماني مسجل في أكثر من 300 نادٍ للعراة.
نتيجة لهذا القرار الجديد في برلين، يتم تحقيق خطوة أخرى نحو المساواة بين الجنسين وتعزيز ثقافة الجسد العاري كشكل من أشكال التعبير الشخصي والحرية الفردية في المجتمع.