شهدت النمسا إطلاق مشروع تجريبي يهدف إلى معالجة البطالة طويلة الأمد، وذلك بعد أن نجحت قرية غراماتنويسيدل القريبة من فيينا في القضاء تمامًا على البطالة، حيث تم ضمان وظائف لجميع الأشخاص الذين كانوا عاطلين عن العمل لفترة طويلة، وبلغ عددهم 129 شخصًا.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أوليفر بيتشيك، من معهد مومنتوم في فيينا، أن المشروع يوضح أن القضاء على هذه المشكلة الصعبة ممكن على مستوى المجتمع المحلي.
وأضاف بيتشيك: “يمكن إيجاد وظيفة لكل من يحتاج إليها”.
يقدم المشروع التجريبي، المعروف باسم “ماغما”، تدريبًا في مجالات مثل النجارة والبستنة والحياكة وغيرها من الأعمال المطلوبة في المجتمع أو في الأعمال التجارية المحلية بأجور حد أدنى للأشخاص الذين كانوا عاطلين عن العمل لأكثر من سنة.
قبل البدء في التدريب، يتلقى المشاركون جلسات استشارة وتوجيه لمدة ثمانية أسابيع لتحديد قدراتهم وأهدافهم.
وأفاد العديد من المشاركين في المشروع أنه ساعدهم في استعادة ثقتهم بأنفسهم.
يذكر أن جميع الأشخاص الذين كانوا عاطلين عن العمل لفترة طويلة في القرية، قبلوا تقريبًا عرض التدريب، باستثناء من لديهم أسباب صحية.
وأشار الخبير الاقتصادي بيتشيك إلى أن نجاح هذا النهج الذي يركز على المجتمع المحلي يعد دليلاً على فعالية فكرة ضمانات الوظائف.
على الرغم من أن معدل البطالة في النمسا هو 4.6٪، وهو أقل من متوسط معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي، إلا أن البلاد تواجه نقصًا في القوى العاملة في العديد من القطاعات، وما زال بعض السكان يعانون من التهميش.
تعتبر سوق العمل في غراماتنويسيدل مثالًا نموذجيًا للوضع في منطقة النمسا السفلى، ولذلك تم اختيارها لاختبار خدمة التوظيف في المنطقة.
قالت ساندرا كيرن، نائبة مدير الخدمة، إن التحدي الرئيسي أمام المشروع هو “ماذا يمكننا أن نفعل مع بعض الأشخاص الذين لا يمكن أن ندمجهم في سوق العمل الأساسية؟”
ولم يتم تحديد ما إذا كان سيتم تمديد المشروع “ماغما” الذي يستمر لمدة أربع سنوات أو تبنيه على نطاق أوسع بعد، علمًا بأن تكلفته تقل عن 30 ألف يورو للفرد في السنة، وهو مبلغ مشابه لإعانة البطالة.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد “تأثيرات إيجابية قوية … على الرفاه الاقتصادي وغير الاقتصادي للمشاركين”.